دفاع عن بساتين حمص

دفاعاً عن بساتين حمص‑(1)

 تابعت باهتمام شديد معركة بساتين حمص وقرأت كل ما نشرته “العروبة” حول هذا الموضوع الحيوي الخطير ، وها أنذا أدلي بدلوي في هذه المعركة :

1 – أشكر جريدة ” العروبة ” أولاً على اهتمامها بالمحافظة على بساتين حمص وتصديها لمحاولة تدميرها .

2 – في تموز عام 1997 كنت كعادتي في زيارة بلدي ثم حملني الصديق الأستاذ حسان السقا بسيارته ، فزرنا شارع خالد بن الوليد الجديد ، وفرحت بالجهد الكبير الذي بذل في شق هذا الشارع ليكون متنزه أهل حمص الكبير .

3 – ثم صحوت وقلت : ألا يمكن أن يكون هذا الشارع مقدمة لتدمير بساتين حمص .

4 – عند عودتي إلى دمشق نشرت في جريدة تشرين العدد 6865 وتاريخ 21/7/1997 كلمة عبرت فيها عن قلقي على بساتين حمص وجاء  فيهـا : ” والمشكلة الأكبر أنّهم الآن يدمرون بساتين حمص كما دمروا غوطة دمشق ”

5 – شعرت بالاطمئنان عندما صرح السيد محافظ حمص أنّه أصدر قراراً بمنع البناء – مهما كان صغيراً – في بساتين حمص ومنها البساتين الواقعة على طرفي الطريق الجديدة بين عاصي الخراب والمدينة وأنّ هذا القرار سينفذ تنفيذاً كاملاً .

6 – دخل عام 1999 فنشر الأستاذ معتصم الدالاتي مشكوراً في جريدة العروبة العدد 10285 تاريخ 17 / 5 / 1999 مقاله الخطير ” أـرضنا الخضراء الصفراء ” واتهم فيه غرفة تجارة وصناعة حمص بالتعدي على مناطق حمص الخضراء .

7 – ردت غرفة تجارة وصناعة حمص على المقال ” بموضوع إنشاء ” حماسي جاء فيه ما يلي : ” إنّ غرفة تجارة وصناعة حمص لا تحتاج إلى وصاية .. ”

ثم إنّ غرفة تجارة وصناعة حمص بهيئتها العامة ومجلس إدارتها تضع هدفاً لها أن تكون اليد التي تحيل الأرض القفراء المهملة إلى أرض خضراء مزهرة ”

والمهم أنّ الغرفة لم تذكر في ردها أنّها لم تطلب الترخيص لها بإنشاء معرض وناد على إحدى العقارات المطلة على شارع خالد بن الوليد .

8 – وجاء البرهان القاطع على صحة هذا الطلب في كتاب رئيس مجلس المدينة ورفضه له لأنّ العقارات الواقعة في شارع خالد بن الوليد داخلة في الحدود الإدارية لمدينة حمص وأنه لا يسمح بالبناء عليها .

9 – وهنا هبت حمص بمثقفيها وفنانيها ومؤسساتها بعد نشر مقال الأستاذ الدالاتي للدفاع عن بساتين المدينة وكان منهم رابطة الخريجين والنوادي الفنية وعلى رأسها نادي دوحة الميماس .

10 – بل إن بعض أعضاء مجلس الغرفة وبعض أعضاء الهيئة العامة تحفظوا على  هذا الطلب لسببين :

أولهما : الدفاع عن بساتين حمص لكي لا تساهم الغرفة في اختراق لرئة المدينة ، وثانيهما : الدفاع عن أموال الغرفة ، فكلفة شراء 24 دونماً في أرض البساتين تبلغ 24 مليون ليرة سورية وهذا المبلغ يشتري أضعاف أرض البساتين في موقع آخر .

وأخيراً :

لي في هذا الموضوع الوطني الخطير عدة التماسات :

أولاً : أرجو السيد المحافظ والسيد رئيس مجلس المدينة الإصرار على موقفهما الراسخ في تنفيذ المادة 171 من نظام ضابطة البناء كما فعلا من قبل ،

ثانياً : أرجو أن تكف غرفة تجارة وصناعة حمص عن طلبها حرصاً على مصلحة المدينة التي أعلنت أنها وفية لها ماضياً ومستقبلاًَ .

ثالثاً : أن يتابع المواطنون والفعاليات الثقافية والفنية والعمالية والشعبية مراقبة حماية بساتين حمص وأن تعتبرها مهمة وطنية ، فقد كفانا ما حدث في ”    مجزرة الغوطة ”

4 – أرجو من جريدة ” العروبة ” وهي لسان حال ” المدينة ” أن تتابع هذا الموضوع وتنشر ما يجد فيه .

لمحة أدبية :

في كتابي ” نجوى حمص ” قلت ما يلي ص 32

كنت كل مساء ، أحمل زادي وأمضي إلى الوعر

أجلس على ضفة ساقية – الخبايا – وقيل – الحيايا – حيناً

وأقف أتأمل وادي حمص الأخضر حيناً

أرى أشجاره تترنح ، وأرى حقوله تتموج

ومن وراء الوادي ينتصب مسجد خالد بن الوليد

يشهر سيفه يذكرنا بماضينا المجيد

ويدعونا إلى مجد جديد .

وقلت : ص 38 :

أتذكرين يا بلدي أني على ضفاف عاصي الخراب نمت مرات

دامت إحداها ثلاث ليال متتاليات

وطاحونه العتيقة تغنيني

وقصباته الرشيقات تتراقص وتغريني

والقمر يطل علي إذا سهرت ،

ويبصبص من ثقوب خيمتي إذا نمت .

ملاحظة هامة :

لا بد في هذه الكلمة أن أذكر على الخصوص حيل بعض أصحاب البساتين في القضاء عليها ، حين يدعون أنّهم يريدون بناء بيت صغير لهم فيبنون دارة ” فيلا ” كبيرة فيها مسبح وملعب وقصر ، كما حدث في بعض الدارات التي أنشئت على نهر العاصي ودمرت عدة بساتين .

ـــــــــــ

(1) – العروبة – العدد 10325 تاريخ 5 / 7 / 1999

 

عبد المعين الملوحي ..  قلق على آثار حمص(1)

تعيش مدينة حمص في وجدان الأديب ” عبد المعين الملوحي ” فهي بالنسبة له قطعة من كبده ، لكنه قلق جداً على ما آلت إليه هذه المدينة من تغيير في بنيتها المعمارية ، وقلع لأشجارها ، وهدم لحاراتها وأزقتها القديمة التي تمثل ماضي حمص وعراقتها .

يقول الأديب ” الملوحي ” :

مأساة حمص – مأساة عجيبة – فهي تشهد حالياً وبكل أسف انهياراً وتدميراً لآثارها وطبيعتها وحاراتها وأزقتها .. فعلى سبيل المثال أذكر حياً اسمه ( حي الأربعين ) كنت ألعب فيه عندما كنت صغيراً مع أطفال من عمري ، وهذا الحي ليس له شبيه في كل أنحاء العالم . للأسف تم هدمه وأحيل إلى قاع صفصف .

والمشكلة الآن ، أنهم يدمرون بساتين حمص .. كما دمرو غوطة دمشـق ، فقد فتحوا شارعاً عريضاً يزيد عرضه على الخمسين متراً .. ويمتد من عاصي الخراب إلى المدينة .. وسيتم إذا ما بدئ به قلع ما يزيد على خمسة ملايين شجرة ..

وقد عزمت مرة أن  أتحدث مع السيد محافظ حمص في هذا الموضوع ولكن بعض الأصدقاء أشاروا علي بغير ذلك ما دامت الأراضي التي لم تكن تساوي قروشاً ستصبح أثمانها بالملايين .. لهذا كففت عن الحديث ، ولكن يحز في نفسي أن أرى تلك البساتين الجميلة وقد تحولت إلى اسمنت كما حصل مع غوطة دمشق .. وأخاف أن تتحول هذه المدينة الجميلة في القريب العاجل إلى حطام . فالقضية كما ترى قضية وطنية والمسألة في غاية الأهمية وتحتاج إلى جهود المخلصين من أبنائنا الشرفاء .

نقطة أخرى في هذا السياق .. فبعد أن خربوا حي الأربعين ، أرادوا أن يصلحوا قلعـة حمص ، فما كان منهم إلاّ أن ردموا خندق القلعة بالتراب والحجارة بدل أن يسيجوه وينظفوه ويملؤوه بالماء الذي تتخلله النوافير .

 

 

ــــــــــ

(1 ) -تشرين – العدد – 6865 – تاريخ 21 / 7 / 1997

 

إجراءات  للحفاظ على البيئة والآثار في حمص(1)

استجابة لما نشرته ” تشرين ” في عددها / 6865 / الصادر في الحادي والعشرين من الشهر الجاري حول قلق الأديب ” عبد المعين الملوحي ” عل آثار حمص وبساتينها .. فقد صرح السيد محافظ حمص في اتصال هاتفي مع الأستاذ ” الملوحي ” أنّه أصدر قراراً بمنع البناء مهما كان صغيراً في بساتين حمص – ومنه البساتين الواقعة على طرفي الطريق الجديدة الممتدة بين عاصي الخراب والمدينة .. وأنّ هذا القرار سينفذ تنفيذاً كاملاً .

كما صرح السيد المحافظ أيضاً أنّه أصدر قرارين آخرين .. أولهما قرار بتسمية لجنة للمحافظة على مدينة حمص القديمة .. وعدم التعدي على بيوتها وأحيائها الشعبية .. وثانيهما لجنة للنظر في تطوير قلعة حمص .. وتحسينها وتحويلها إلى منشأة سياحية ..

وبدورنا نشكر مع الأديب عبد المعين الملوحي – السيد محافظ حمص – على اهتمامه بآثار حمص وأشجارها ، ونتمنى عليه الاستمرار في الرعاية وفي مراقبة تنفيذ قراراته الثلاثة الهامة التي تعهد الالتزام بها .. وكلنا أمل أن يحذو الآخرين من المعنيين حذو هذه الخطوات الجريئة التي تصب جميعها في خدمة الوطن والمواطن .

ــــــــــــ

(1) – تشرين – العدد 6869 – تاريخ 27 / 7 / 1997

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *